Mustafa Al Odaili – مدونة مصطفى العديلي

كاتب، مدير محتوى إلكتروني

هل أمة “إقرأ” لا تقرأ فعلا؟

Published by

on

في عام 2011، انتشرت دراسة نُسبت إلى اليونسكو خلاصتها أن الطفل العربي يقرأ 6 دقائق في العام فقط، وقد انتشرت على نطاق واسع بعد أن نشرتها وكالات الأنباء والمدونين عبر الإنترنت دون التأكد من صحتها.

وبعد البحث، تبين أن اليونسكو تبرأت من هذه الدراسة، ثم نسبت هذه الدراسة إلى مؤسسة الفكر العربي، وقد بينت المتحدثة باسم المؤسسة أن الست دقائق ليست رقم دقيق بل مجرد رمز للمشكلة حسب مقال بعنوان “القارئ العربي وخرافة الست دقائق”!

وعند النظر إلى الحقائق، وإلى مؤشر القراءة العربي عام 2016، الصادر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي استند إلى استبيان إلكتروني ضخم شارك فيه أكثر من 148 ألف مواطن من كافة الدول العربية، بلغ المعدل العربي لساعات القراءة سنويًا 35.24 ساعة سنويًا، وبلغ المتوسط العربي لعدد الكتب المقروءة سنويًأ أكثر من 16 كتابًا في السنة، بينما كانت أكثر 5 دول عربية قراءة سنويًا: لبنان – المغرب – مصر – الإمارات – تونس، واحتلت البحرين المركز التاسع عربيًا، وتفوقت القراءة الرقمية على الورقية حيث بلغ المتوسط العربي لمنسوب القراءة الرقمية 19.45 ساعة سنويًأ مقابل 16.03 ساعة سنويًا للقراءة الورقية.

وفي إحصائية أخرى قام بها موقع “Global English Editing”، تصدرت مصر المركز الأول عربيًا والمركز الخامس عالميًا ب7:30 ساعة قراءة أسبوعيًا للفرد، وحلت المملكة العربية السعودية في المركز الثاني والعاشر عالميًا بـ6.48 ساعة قراءة أسبوعيًا للفرد.

ومما يجعل خرافة القراءة لست دقائق مؤكدة، انتشار وسائل التواصل الإلكترونية والأخبار الإلكترونية والمدونات والكتب الإلكترونية، حيث يقضي الشباب ساعات طويلة في اليوم لقراءة المنشورات، ومن المستحيل أن يقرأ الفرد 6 دقائق سنويًا، ونرجو ألا يكون سبب انتشار هذه الإحصائية هو محاولة للصق صفة التخلف في العرب بعد نشرها على نطاق واسع.

الأمر الملاحظ هو أن معارض الكتب العربية أصبحت مزدحمة في السنوات الأخيرة وزاد انتشار الكتب الإلكترونية، ولكن لازلنا بحاجة إلى زيادة الجهود لغرس ثقافة القراءة بدءًا من الأطفال وانتهاء بالمسنين في الدول العربية.

مصطفى العديلي

أضف تعليق