Mustafa Al Odaili – مدونة مصطفى العديلي

كاتب، مدير محتوى إلكتروني

يزيد ولا ينقص!

Published by

on

هذه العبارة دائمًا ما نسمعها في المناسبات مثل الأفراح أو الأحزان أو الاجتماعات والمؤتمرات بحيث أن منظمي المناسبة لا يريدون الظهور بشكل محرج أمام الحضور، وبالنسبة لهم لا مشكلة في أن يزيد الطعام بدلًا من نقصانه، ولا مشكلة لديهم إذا تم هدر الطعام ورميه في القمامة، المهم أن “يزيد ولا ينقص”! والحقيقة أن هذه المقولة مرتبطة بالتبذير لحد كبير، أي تربط المكانة الاجتماعية بالإسراف، وهذا ربط خاطئ طبعًا، حيث يمكن تحديد المتطلبات سابقًأ بشكل تقديري، ولو كانت هناك زيادة بسيطة يمكن إعطاءها للمحتاجين.

إن هدر الطعام السنوي في مملكة البحرين يقدر بـ 400,000 كيلوغرام يوميًا و 146,000 طن سنويًا، أي ما قيمته 95 مليون دينار بحريني في السنة يتم هدرها في الهواء، ولولا جهود جمعية حفظ النعمة الحثيثة لأصبحت القطط سمينة في البحرين!

وعلى نطاق عالمي، وحسب منظمة “فاو” في عام 2014، يبلغ الفاقد من الأغذية والهدر الغذائي سنويًا 1.3 مليار طنّ أو ثلث إجمالي الأغذية المنتجة، أي أن ثلثي الأغذية المنتجة يتم الاستفادة منها فقط، كما يتم هدر نصف الخضروات والفواكه المنتجة، أما اللحوم فتبلغ نسبة هدرها 20% من الإنتاج، و35% للأسماك والمأكولات البحرية.

وفي المقابل، يقدر أن 795 مليون شخص يعانون من نقص التغذية المزمن، كما يعاني أكثر من 90 مليون طفل دون سن الخامسة من نقص الوزن بشكل خطير. وما زال واحد من كل أربعة أشخاص يعيشون في أفريقيا يعاني الجوع، وما زال أكثر من 800 مليون شخص يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم، حسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2014.

من المؤلم أن يكون هناك أشخاص لا يبالون برمي الطعام في القمامة بينما جارهم يموت جوعًا! ومن المحزن أيضًا أن نجد أشخاصًا يرمون طعامهم الزائد في الحاويات، بينما يبحث عنه أشخاص آخرين في نفس المكان! لقد وصلنا إلى زمن أن يموت أشخاص من كثرة الطعام بينما يموت آخرين بسبب ندرته!

والسؤال الأكبر هو: هل الإحراج أمام الضيوف أنسانا كلام الله سبحانه وتعالى: “ولا تسرفوا”، “ولاتبذر تبذيرًا”؟

مصطفى العديلي

1 سبتمبر 2020

أضف تعليق